روائع مختارة | قطوف إيمانية | أخلاق وآداب | الأزمة الماليّة وترتيب الأوراق

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > قطوف إيمانية > أخلاق وآداب > الأزمة الماليّة وترتيب الأوراق


  الأزمة الماليّة وترتيب الأوراق
     عدد مرات المشاهدة: 1960        عدد مرات الإرسال: 0

[] الأزمة الاقتصاديّة العالميّة في رؤى الناس..

يظلّ المال هاجساً بشريّاً، والسعي وراءه أمر مشروع لكن دونما لهث أو سكنى قلب، وتظلّ له أبواب أباحها الشارع ليطرقها الناس، ومن طرق غيرها باء بالخسارة، وذاق مرارة المخالفة، وقد تزيّنت أبواب الربا لضعاف النفوس فخطبوا ودّها وغرقوا في براثنها متجاهلين أنّ الله الذي بيده الأرزاق يمحق الربا.

وقد عانت الأمّة وما تزال إلى اليوم من الخداع الماليّ حتّى وقعت في فخّ وهو تستّر الربا بأستار ملتوية فإنجذب إليه الناس دون علم، فمن حملات الأسهم الحارقة، إلى البيوع والقروض الربويّة، إلى خداع التجّار، وغيرها.

واليوم يمرّ العالم بأزمة إقتصاديّة إستجلبت القوى الفكريّة والمخطّطات وكانت بمثابة صدمة للعالم مع أنّه اكتوى بمثلها سابقاً، إبتدأت النكبة في العالم الغربيّ واكتوى بنارها العالم أجمع أو يكاد.

[] لدغات لاذعة..

لقد شملت حالات الإستنفار جميع الأصعدة للتصدّي للوضع الإقتصاديّ العالميّ، وحتّى على مستوى الأفراد والعامّة، وباتت الأرصدة في البنوك معرّضة للخطر، وكذلك الحسابات الجارية، وصارت المشاريع التجاريّة الصغيرة المتعثّرة غير آمنة نسبيّاً، وزادت المعاناة مع لدغات الأسهم اللاذعة، فصار الهاجس العامّ عند الناس أفرادا وشركات كيف يمكن المحافظة على رؤوس الأموال، حتى تبادر إلى الأذهان سؤال: هل تعيد الحصالة ترتيب أوضاع الأزمة الماليّة من جديد؟!

[] السيناريوهات المرعبة..

فبعد التطور في المشاريع الإستثمارية بشتّى أنواعها، وفي ظلّ السيناريوهات المرعبة للجانب الإقتصاديّ العالميّ بدأ الناس يتنازلون عنها شيئاً فشيئاً ليتّجه الأغلبيّة إلى سوق الذهب وتحويل النقود إلى ذهب، حيث إنّها من المتاجرات الآمنة، ويبدو أنّ الجانب النفسيّ مهمّ جداً في هذا النوع من الادّخار، حيث إنّ الذهب سلعة موثوقة من الجميع، وله مؤثّرات نفسيّة تدفع الإنسان إلى الإعتماد عليه.. حيث يمكن للإنسان أن يستخدمه وقت الضيق والحاجة، وأن يحوّل ثمنه إلى نقود وسلع في أيّ وقت، وممّا أطلعنا عليه سوق المال هو إرتفاع أسعار الذهب في أسواق السلع العالميّة في ظلّ تراجع سعر صرف الدولار مقابل اليورو، وهو ما عزّز من الطلب على المعدن الأصفر كملاذ آمن للإستثمار.

[] أموال مجمدة..

وفي الحقيقة الإستثمار في الذهب ليس سهلاً، إذ ينصح بعض الخبراء على وضع جزء من الفائض من أموالهم في الذهب كسلعة حافظة لقيمة هذا الجزء من الأموال لا كلها، ومن العجيب أيضاً أنّ خبراء الإقتصاد لا يعتبرون ذلك إستثماراً، بل يرون أنّه أموال مجمدة وإلا فالإستثمار يعني زيادة في المال ووجود عائد، وفي الذهب هو حفظ للأموال دون إختلاق مشاريع تنمويّة تزيد من ثروة البلاد ونمائها.

[] جرار وحصّالات..

فهل يتّجه أصحاب الأموال ممّن لا خبرة لديهم في الإقتصاد للعودة إلى الطرق البدائيّة في حفظ أموالهم، وهل يرجع زمن جرار تدفن تحت الأرض وحصّالات تدّخر فيها نسبة من الدخل في يوم أبيض لذلك اليوم الأسود، وقد بات خياله يلوح لهم؟!

لقد باتت فكرة الخزائن في البيت أو ما يعرف -بالتوجوري- فكرة آمنة تراود الكثيرين، وقد بدأ البعض بسحب أرصدتهم من البنوك لتنفيذها، ليتساءل آخرون: إن حمينا الأموال من نار الأزمة الإقتصاديّة وحفظناها داخل خزائن البيت فمن يحميها من أيدي السارقين؟!

[] قصّة مبكية مضحكة..

إختلفت الرؤى حول هذا الموضوع، والكلّ يفهم هذه الأزمة حسب ثقافته ومفهومه وتطلعاته المستقبليّة، إنّنا لن نتطرّق إلى الرؤية الإقتصاديّة البحتة أو المنظور الدقيق لمثل الأزمة، ولكنّ خلاصة الموضوع أنّ الوضع أشبه بسيناريو مسرحيّ لقصّة مضحكة مبكية دفعت أم أحمد أن تدعو بعدم رجوع أيّام الفقر والجوع، فتقول: ذقنا الخير فلا نقوى على الحرمان، وتقول أم عبد الله: نحن نعيش أزمة إرتفاع الأسعار، ومع الأزمة العالميّة أتوقّع أن تزيد الأزمة، فلذلك قمت بشراء خزينة من التموين، وأم فهد تقول: إستخرت الله في البقيّة الهزيلة من الأسهم ونعيتها، وفعلا أرى نوعا من الأمان في العودة إلى الحصّالة.

فهل ترتفع أسعار الحصّالات وصناديق الادخار لزيادة الطلب عليها لتكون هي الطريقة الآمنة للادخار في زمن الحضارة وناطحات السحاب؟!

الكاتب: هند الزميع.

المصدر: موقع رسالة المرأة.